وتابعت «في شهر أغسطس (آب) 2008 جاء الضابط النمساوي الذي جندها إلى مصر، والتقى بها وأقام معها علاقة غير شرعية، وقام بتصويرها في أوضاع مخلة، وضعها على قرص ليزر سلمه إلى السفارة الأميركية في القاهرة، ثم قام بتعريف طل إلى ضابط في الاستخبارات الأميركية من العاملين في السفارة، الذي قام بدوره بربطها مع موظفة أميركية عرفت لدى طل باسم جيسيكا، واسمها الحقيقي (ايمي سيا كاثرين دستوفانو). وقامت جيسيكا أيضا بتصوير طل في أوضاع مخلة مع سائقها الخاص، بعدها طلبت من طل جمع معلومات تفصيلية عن عمل السفارة السورية وإقامة علاقة مع سامر ربوع، لكنه لم يستجب لطل، فتم العمل على تجنيده ولم يستجب أيضا، وقام بإبلاغ دمشق عن محاولات تجنيده لصالح الاستخبارات الأميركية».
ولفتت كنفاني «استنادا إلى المعلومات المتوافرة لديها»، إلى أن جيسيكا «طلبت من الملوحي مراجعة السفارة الأميركية في القاهرة للتأكد من المعلومات التي تقدمها على جهاز كشف الكذب، وقالوا لها إنها نجحت في الاختبار، وقدموا لها مكافأة أموال وشريحتي هاتف أميركي». وتابعت كنفاني «عندما فشلت محاولة تجنيد سامر ربوع وقام بإبلاغ دمشق بما جرى معه، تعرض بعد ذلك وبتاريخ 17/11/2009 لمحاولة قتل أمام منزله في حي الجيزة في القاهرة، حيث كان يسير بسيارته ببطء حين اعترضت طريقه فتاة - عرف لاحقا أنها جيسيكا ـ واتهمته بأنه داس على قدمها، فنزل من السيارة ليتحقق من الأمر، ففوجئ بشخص ينهال عليه بآلة حادة وتعارك معه بشدة وتمكن من طعن وجه سامر طعنة بطول 14 سم في الجانب الأيسر أدت إلى إصابته بشلل دائم في الجانب الأيسر من الوجه. ونقل سامر ربوع إلى المشفى وقام بإبلاغ السفارة السورية في القاهرة».
وتابعت كنفاني روايتها بالقول «إنه خلال العراك بين سامر ربوع والرجل والسيدة وقعت محفظتاهما وفيهما الهوية الدبلوماسية لكليهما التي تمنحها الخارجية المصرية». وقدمت المسؤولة في الخارجية السورية صورة عن الهويتين للمراسلين الحاضرين، قبل أن تتابع أن «السفير السوري في القاهرة سارع إلى الاتصال ليلا بمساعد وزير الخارجية المصري لشؤون البلاد العربية عبد الرحمن صلاح، وأبلغه بالحادثة، وطلب منه اتخاذ الإجراء اللازم وعدم السماح بمغادرة السيدة والرجل القاهرة من أجل التحقيق، لا سيما أنهما تم الإفراج عنهما بعد العراك كونهما يتمتعان بحصانة دبلوماسية». وأشارت إلى أن وزارة الخارجية المصرية أبلغت من جانبها السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي بما جرى، وقالت لها «إذا غادر أحدهما فالسفير السوري سيعقد مؤتمرا صحافيا يشرح فيه الحادثة».
وقالت كنفاني إن «السفيرة اتخذت إجراء بعدم سفرهما، وتم تحرير ضبط بالحادث، لكن لاحقا قامت الخارجية الأميركية بإبعاد الرجل واسمه ستاربك لثبوت إدانته بالواقعة وبقيت جيسيكا في القاهرة». وأكدت أن السفارة السورية في القاهرة والسيد سامر ربوع أقاما دعوى قضائية أمام نيابة (شمال الجيزة الكلية) رقمها 32443 لعام 2009، في حق السيدة الأميركية والرجل الذي بصحبتها.
وتابعت المسؤولة السورية أنه «بعد ذلك، ولتجنب حصول أي ربط بين طل الملوحي.. طلبت جيسيكا التي تدير عمل طل أن تعود إلى دمشق وكلفتها بعدة مهام أبرزها زيارة سجني صيدنايا وعدار للتعرف على أحول الموقوفين هناك خاصة فداء حوراني وأكرم البني». وتابعت «طلبت منها أيضا إقامة علاقة مع أكبر عدد ممكن من رجال الأمن والتقرب من المسؤولين السوريين، وقد قامت ملوحي بجمع معلومات وراسلت جيسيكا في القاهرة وزودتها بمعلومات عن أسماء بعض الضباط العاملين في المقرات الأمنية وهي غير سرية، وتم ضبطها بجرم التعامل مع جهات خارجية».
وكانت إشاعات كثيرة تناولت قضية المدونة طل الملوحي التي اعتقلت في 27 كانون الأول (ديسمبر) من عام 2009، وحكم عليها الأسبوع الماضي بالسجن خمس بسنوات بتهمة تسريب معلومات لدولة أجنبية. ونالت هذه القضية الكثير من الاهتمام لا سيما من قبل الخارجية الأميركية التي أدانت الحكم. وقالت في بيان رسمي إنها «محاكمة سرية»، ودعت إلى إطلاق سراحها فورا، نافية الاتهامات المساقة في حقها بالتجسس لصالح أميركا، واصفة إياها بأنها «ادعاءات لا أساس لها». كما دعت في بيانها السلطات السورية إلى «الإطلاق الفوري لكل سجناء الرأي، والسماح للمواطنين بممارسة حرية التعبير والتجمع - وهي حريات متفق عليها عالميا - من دون الخوف من التعرض للانتقام من قبل السلطة».
وناشدت والدة الملوحي الرئيس السوري بشار الأسد «التدخل للإفراج عن ابنتها المعتقلة لدى جهاز أمن الدولة في دمشق». ونفت الوالدة أي علاقة لابنتها «بأي تنظيم سياسي سوري معارض أو غير معارض»، مشيرة إلى أن «جدها محمد ضيا الملوحي شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق