الخميس، 3 ديسمبر 2009

ما هو سبب ارتفاع اسعار الذهب؟

ان احد اسباب ارتفاع سعر الذهب يرجع الى تزايد العجز في الميزان التجاري للولايات المتحدة الاميركية والبالغ (58.3) مليار دولار، بحكم تزايد الايرادات وتحديدا الاستهلاكية منها الى (159.1) مليار دولار في حين ان حجم الصادرات سجل (10.8) مليار دولار اي ان نسبة الارتفاع في الواردات والتي سجلت (1.4%) كانت اعلى من نسبة الارتفاع في الصادرات التي بلغت (0.4%) حيث سجل سعر الذهب اعلى مستوياته حتى نهاية عام 2005 ليبلغ عند مطلع العام الحالي 446.70 دولارا للأوقية، ان الاسباب وراء ارتفاع الذهب تبقى متباينة ويأتي انخفاض انتاج بعض الدول للذهب سبباً اخر يضاف الى ارتفاعات اسعار الذهب، وعلى سبيل المثال ان الانخفاض المتوقع في انتاج ((السعودية)) من الذهب خلال العامين المقبلين بمقدار الربع في ظل نضوب المنجمين الرئيسيين لها سيكون له اثر مباشر في تراجع انتاج السعودية من الذهب الى نحو (200) الف اوقية سنويا.من جانب اخر اكدت د.اكرام ان لتباين الاحداث السياسية والاقتصادية دورا مهماً في دفع اسعار الذهب في الاسواق العالمية نحو الارتفاع كما حدث في الاسواق الاسيوية ومنذ 6 سنوات حيث ارتفعت قيمة الذهب بنسبة تزيد على 25% مقارنة بالسنة الماضية، ولعل وضع ((العراق)) واوضاع الدول الاخرى متشابهة من حيث الاهمية والظروف، واذا ما اعتبرنا السوق العراقية من الركائز الاساسية والفاعلة في سوق النقل وصمام امان لاحتياطات العالم ولتلبية الطلب العالمي مما يُفعل دور عنصر التوقعات والقلق في عموم دول العالم ويمارس تأثيرا بالغاً على الخطط الاستثمارية في العالم باتجاه هيكلة مكوناتها.كما ترى د.اكرام ان هناك قراءة اخرى لمسببات الارتفاع في سعر الذهب تتضح عبر تناغم وتبادل العلاقة بين ما يجري في اسواق المال وسوق النفط العالمي من تقلبات وتأثير بارز على حجم التبادل النقدي وانعكاساته على اسعار صرف العملات بصورة عامةوللدولار بشكل بارز مما يدفع بعض الدول نحو تخزين كميات كبيرة من ”الذهب“ الخام تحسبا لما يمكن ان يتعرض له ((الاقتصاد العالمي)) وعبر المؤشرات السياسية والامنية بثقلها الكبير، وان مجريات الواقع الحالي تشير الى ان ارتفاع الذهب لعب دورا في التأثير على سعر برميل ”النفط“ حيث دفع الدول المنتجة باتجاه التقليل من الانتاج كما انه وجه الدول المستوردة لتقوم بتخزين ”الذهب الخام“ تحسبا لمخاطر سياسية وامنية وشاهدنا في ذلك اليابان وروسيا.فيما اكدت ان ندرة عنصر الذهب وشحته في العالم وزيادة الطلب عليه تبعا للظروف المذكورة تدفع باتجاه رفع اسعاره، ويتعزز ذلك الارتفاع كلما ازدادت وتيرة الازمات التي تجتاح العالم بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية ومن خلال تدارس الفلسفة”الاستثمارية “ يتضح ان هناك توجهاً نحو ”اعتماد الذهب“ كمستودع للقيمة والثروة يؤمن الابتعاد عن مخاطر استخدام”ادوات الاستثمار“ الاخرى وتقلبات اسعار الصرف ومخاوف التذبذب في”اسواق البورصة“ بعد ان اعلنت بعض الشركات افلاسها في بعض دول العالم.فيما علل الخبير الاقتصادي د.ابراهيم الورد، اسباب الارتفاع في اسعار الذهب بارتباطها بآلية السوق العالمية اي حجم الطلب العالمي عليه وحجم المعروض منه، مما دفع بأسعار الذهب خلال الاشهر الماضية الى الارتفاع بنسب كبيرة تجاوزت 50% من السعر السابق، من ذلك نستنتج ان هنالك ترابطاً بين ارتفاع اسعار”النفط الخام“ وبين ارتفاع اسعار الذهب خلال المدة الماضية، ويمكن القول ان الزيادة في ايرادات الدول النفطية توجهت نحو سوق الذهب مما ادى الى ارتفاع اسعاره، حيث اخذت الحقيبة الاستثمارية لمنتجي”النفط الكبار“ بالتوجه نحو احلال”الذهب“ كمستودع للقيمة محل الاحتياطات الدولية، وأضاف (الورد) من المتوقع استمرار الصعود في اسعار (النفط) حيث يرى خبراء الاقتصاد انها قد تصل الى (100) دولار نهاية عام 2006 فاذا حدث ذلك فان اسعار الذهب العالمي تستمر بالارتفاع ولكن بنسب اقل.الحاج كمال علي جواد صاحب محل للذهب في مدينة الكاظمية حدد ارتفاع اسعار الذهب بمسألتين هما تزايد الطلب عليه كسلعة تدخل في صناعات كثيرة، وزيادة الطلب عليه كأحتياطي مقبول في التعاملات الدولية، وأضاف ان قيمة الذهب كمعدن نفيس تزداد بمرور الزمن وان سعر الذهب هو التعبير النقدي لقيمته الاقتصادية، واذا ما اضفنا ان اسعار الذهب تتناسب عكسيا مع اسعار صرف الدولار باعتباره العملة الاولى في العالم والتي تهيمن على اكثر من 67% من الاحتياطات النقدية للعالم، فان أسعار الذهب خاصة في مدينة بغداد يحددها (سوق الجملة) للذهب في شارع النهر والمصدر الرئيس لبيع الذهب وهي اسواق (دولة الامارات) حيث تعد بورصة الامارات هي المحدد لأسعار الذهب في العراق ومنطقة الخليج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق